سبحان الله
د. هيا إبراهيم الجوهر
في مساء يوم الثلاثاء (2/3/2010) كان سكان بلدة (لاجاماتو) الأسترالية، التي تقع على حافة صحراء تانامي, على موعد مع ظاهرة غريبة حيث تساقطت مئات الأسماك الصغيرة من السماء مع المطر في كل مكان وتكررت هذه الحادثة يومي الخميس والجمعة حيث كان الأهالي يلتقطونها حية والغرابة تكمن في أن هذه البلدة تبعد مئات الكيلو مترات عن بحيرتي (أرجيل و إليوت) وأكثر من ذلك عن أقرب ساحل كما أن المراصد لم تسجل أي إعصار في الأيام الثلاثة.
هذه الحادثة ليست الأولى في تاريخ هذه البلدة حيث سجلت حادثتين قبل ذلك في عامي 1974م و 2004 م، كما سجل المؤرخون الكثير من حوادث ما يعرف بـ (السقوط من السماء) على مر العصور وفي أماكن مختلفة من آسيا وأوربا وأستراليا وسورية والعراق, ولكن العلماء لم يستطيعوا معرفة مصدر معظم تلك الأمطار الغامضة وظلت سرا أمام الباحثين والعلماء، فهل تخيلت نفسك تمشي في أحد الشوارع أو جالسا بأمان في بيتك أو مزرعتك وفجأة تتساقط عليك كائنات حية من السماء! هذا ما حدث للسيد رولاند وزوجته في إحدى ضواحي لندن سنة 1979 م حينما كانا في بيت النباتات وفجأة سمعا صوت ارتطام مفاجئ بالسقف الزجاجي وحين ذهبا لاستطلاع الأمر وجدا بذور الخردل والرشاد اللزجة تغطي سقف البيت الزجاجي والحديقة, لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد, ففي اليوم التالي هطلت الأمطار محملة بحبوب الفاصوليا والبازلاء والشعير والفول وإلى الآن لم يعرف أحد مصدرها.
وفي منتصف العام الماضي تفاجأ (اليابانيون) بهطول الأمطار المحملة بالضفادع على أماكن متفرقة من بلادهم وحدث الشيء نفسه في (صربيا) حيث أمطرت السماء ضفادع صغيرة جدا ولم تتأثر بالسقوط بل كانت تقفز بحثا عن برك الماء وهذا بخلاف ما حدث قديما في (بيونيا و درونيا) في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أن أمطرت السماء مئات الضفادع التي غطت الشوارع وأفسدت مياه الشرب وأتلفت المحاصيل الزراعية وأخذ الناس يقتلونها بالآلاف دون جدوى مما اضطرهم لمغادرة ديارهم ومنازلهم بعد أن احتلتها الضفادع.
وفسر العلماء هذه الظاهرة بعدة تفسيرات أكثرها شيوعا أن هذه الكائنات والأشياء حملتها الدوامات الهوائية من البحيرات أو الأنهار أو البحار وصعدت بها إلى السماء لتسقط بفعل الجاذبية الأرضية. ولكن إذا نظرنا إلى أغلبية هذه الأحداث نجد أن الأرصاد الجوية في تلك المناطق لم تسجل أي عواصف في تلك الفترة!! كما أن هناك القدرة الانتقائية لهذه الأمطار، فمرة تحمل سمكا ومرة ضفادع وأخرى بذور نبات الفول أو الخردل وتكون الأشياء لها نفس الحجم دون أن تحمل مخلفات من أي نوع مثل الأعشاب أو الرمال !!
وفي آسيا يعزون هذه الظاهرة إلى هبوب الرياح على بحيرات ضحلة فتحمل معها ما تختار من سمك أو ضفادع بعيدا ثم تهوي بها إلى الأرض.
وعلماء آخرون فسروها على أن هناك طيورا تحمل هذه الكائنات وعندما تمطر تسقط هذه الطيور ما تحمله على رؤوس الناس! وأرى أن هذا التفسير غير منطقي إذا نظرنا إلى أعداد وأحجام الكائنات والأشياء المتساقطة.
وهناك الكثير من الناس لا يصدق مثل هذه الظواهر ولكن بعضها موثق بالصور ويمكن مشاهدته ، وتبقى قدرة الله فوق كل قدرة فقد عاقب الله اليهود بأن أرسل عليهم الجراد والضفادع والقمل والدم وكانت السماء تمطرهم بهذه المخلوقات.